لعله الحب ولعله الوفاء ولعلها العشرة الطيبة والمشاعر الانسانية النبيلة والمحبة الكبيرة التي جمعت الزوجين كبريال صليبا الجوني ووردة بطرس القزي هي التي دفعتهما لمغادرة الحياة الدنيا للقاء الرب المعبود في ذات الساعة وبفارق دقائق معدودة.
حياتهما الزوجية المستمرة منذ حوالي نصف قرن من الزمان كانت مثالاً يحتذى في الحب والتفاهم والانسجام، عاشا سوياً لسنين طويلة حياةً سعيدة هانئة وهادئة ربما كان يحسدهما عليها كثيرون.
كانا لا يخرجان الا سوياً ولا يأكلان الا سوياً ولا يزوران احداً من الاهل او الاصدقاء الا سوياً، كانا روحاً واحدةً في جسدين مختلفين ولعل هذا ما دفعهما لمغادرة الحياة ايضاً سوياً.
هو حدث نادر، قد يرده البعض الى الصدفة، ولكنه حتماً قضاء الله الذي لم يشأ ان يكون الموت حاجزاً كئيباً بين زوجين لم يألفا ان يفترقا، وانه غموض الروح التي يسألون عن اسرارها، ولكنها من علم الله وحده....
وهكذا غيب الموت يوم الاثنين السيدة ورده بطرس القزي، وكانت في منزلها مع زوجها السيد كبريال صليبا الجوني، وبعدها بحوالي الساعة فارق الزوج كبريال الحياة بدوره، وانتقل مع زوجته سوياً الى الرفيق الاعلى.
وشيعت مدينة صور الزوجين الفقيدين يوم الثلاثاء بقداس اقيم لراحة نفسيهما في كاتدرائية القديس توما الرسول للروم الكاثوليك ترأسه المطران يوحنا الحداد بحضور حشد من الاهل والاقارب والمحبين، وبعد تلاوة الانجيل المقدس شيع الفقيدين الى مثواهما لاخير في مدافن العائلة في الخراب.
موقع يا صور وقد آلمه النبأ المحزن يتقدم من آل الفقيدين بأحر التعازي القلبية بهذه الخسارة المؤلمة سائلاً المولى ان يسكنهما فسيح جنانه وان يلهم ذويهما الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.
اولادهما: حبيب، الياس، يوسف وجاندراك.